خَلاَ لَكِ الجوُّ فَبِيضِي وَاصْفِرِي ..... من اول من قالها ؟

      يضرب هذا المثل في فئة من الناس الذين يعنقدون بعد ان يمن الله عليهم بالخير والعافية ان الدنيا اصبحت ملك يمينهم وطوع شمالهم فيذهبون يتبخترون ويتجبرون ويتكبرون على الناس بما اتاهم الله من فضله .... فيحكى ان .....

  

       جرذا كان يعيش في مخزن قصر من قصور الامراء الكبيرة وكان يصول ويجول وينعم بأكل كل ما لذ وطاب من اشهى الطعام وألذ الشراب ولم يكن يعكر عليه صفو حياته وينغص عليه عيشه الا قط القصر الضخم ذو الشوارب الطويلة حيث كان يتجول هو الاخر بالمخزن متنعما ، لذا كان الجرذ شديد الحذر ان يصيده القط ويفترسه يوما ، حيث كان يسير الهوينا متأنيا متلفتا بكل اتجاه متوجسا بكل ما يحيط به من حوله ، وفي ذات يوم جلب الى المخزن برميل كبير ممتلئ بالشراب المعتق ووضع في احد زوايا المخزن . وفي اليوم التالي خرج الجرذ من جحره كما هو معتاد فانتبه الى البرميل الجديد وسار نحوه مندفعا ومن شدة فضوله وعجالته ؛ اذا بالقط الكبير امامه وجه لوجه ومن شدة خوفه وهلعه قفز قفزة عالية وصار اعلى برميل النبيذ وكان البرميل ذو غطاء متحرك فسقط الجرذي في البرميل واخذ يسبح في الشراب وكان البرميل عميق وكاد الجرذي يغرق حيث كان لما يغطس ياخذ رشفة من الشراب وكلما سبح اخذ جرعة من النبيذ المعتق الى ان ملئ جوفه وارتوى ، عندها تملكه احساس بالقوة وشعور بالعظمة وتسللت الى نفسه شجاعة لم يعهدها في نفسه من قبل فقفز قفزة واذا هو يتبخترعلى الارض مترنحا يمينا وشمالا متجها صوب جحره واذا بالقط مستلقيا وشواربه ممدة على الارض فلم يلقي له بالا ولم يهتم بالخطر المحدق به فوطئ شارب القط  النائم من غير خوف او وجل  ؛ فجرت مثلا على ألسن الناس .......... 

" الجريذي لو سكر يمشي على شوارب البزون "